شارك نحو 350 مسؤولاً حكومياً من 119 دولة في الاجتماع الـ 28 لمجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» بأبوظبي، وهو الاجتماع الأخير لها قبل انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 29».

    ويناقش أعضاء الوكالة على مدار يومين العديد من المواضيع المحورية المتعلقة بتحول نظام الطاقة، والتقدم في تحقيق هدف مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة بمعدل 3 مرات بحلول عام 2030. كما يناقش الاجتماع برنامج عمل الوكالة وميزانيتها وتقريرها السنوي، فضلاً عن العديد من الأمور الإدارية والمؤسسية الأخرى ذات الصلة.

    وقال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة لـ «البيان»: الاجتماع الثامن والعشرون لمجلس «آيرينا» ينعقد في وقت حاسم قبل أيام من انعقاد «كوب 29»، وأضاف: ما حققناه من نجاح في مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي يجب أن يستمر ويمتد إلى «كوب 29».

    اتفاق الإمارات

    وقال، إن التحول العالمي في مجال الطاقة ليس مجرد تحدٍ فني أو اقتصادي؛ بل هو ضرورة أخلاقية، مشيراً إلى أن اتفاق باريس يظل حجر الزاوية في معركتنا الجماعية ضد تغير المناخ. وأكد أن اتفاق الإمارات الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي يوفر مساراً واضحاً وقابلاً للتحقيق للوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن.

    وأضاف: هناك حاجة إلى استثمار إجمالي قدره 31.5 تريليون دولار في الطاقة المتجددة، والشبكات، وكفاءة الطاقة والحفاظ عليها بحلول عام 2030. بعبارة أخرى، ينبغي أن تتضاعف الاستثمارات السنوية المتوسطة في قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات مقارنة بمستويات عام 2023 بحلول 2030.

    وأشار إلى أنه تم استثمار 570 مليار دولار فقط في الطاقة المتجددة في 2023، وهو أقل بكثير من المتوسط المطلوب البالغ 1.5 تريليون دولار سنوياً بين الآن و2030. وأضاف أن التوزيع الجغرافي غير المتساوي للطاقة المتجددة يثير القلق، مشيراً إلى أن عدداً قليلاً من الدول يجذب الجزء الأكبر من الاستثمارات العالمية.

    وأضاف: لا يزال هدف وقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية قابلاً للتحقيق، ولكنه بالتأكيد يزداد صعوبة. وللنجاح في ذلك، لا بد للجولة الثالثة من المساهمات المحددة وطنياً أن تسد هذه الفجوة بحلول 2030. ومع تبقي أقل من شهر واحد على انعقاد مؤتمر الأطراف «كوب 29»، يوفر اجتماع مجلس «آيرينا» فرصة أخرى لتأكيد الحاجة الملحة للتوجه نحو باكو بطموح أعلى.

    التزام

    وأكدت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، ضرورة مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة عالمياً 3 مرات في غضون 6 سنوات، وهو ما سيجنب العالم عجزاً في الطاقة قدره 3.8 تيراواط، قد يعيق تقدم المجتمعات ويحرم الكثيرين من الطاقة.

    وأشارت إلى التزام الإمارات بتحقيق هذا الهدف، ودعم التحول المسؤول والشامل في مجال الطاقة لتحقيق أهدافنا المناخية العالمية، والحفاظ على درجة حرارة الكوكب عند عتبة 1.5 درجة مئوية، وصولاً إلى عالم خالٍ من الانبعاثات.

    وأضافت أن قدرة الطاقة المتجددة المركّبة في الإمارات تصل اليوم إلى أكثر من 6 جيجاواط، وقد تضاعفت في عام واحد. والإمارات على المسار الصحيح لرفع قدرة الطاقة المتجددة إلى 14 جيجاواط بحلول 2030، تأكيداً على التزامنا الراسخ بالعمل المناخي الفاعل والتعاون العالمي والاستثمار في حلول الطاقة النظيفة والمتجددة.

    وقالت الدكتورة جلوريا ماجومبو، أمينة وزارة الطاقة وتطوير الطاقة في زيمبابوي ورئيسة مجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» الثامن والعشرين، إن الفجوة القائمة بين المسار العالمي الحالي لتحول نظام الطاقة على أسس الطاقة المتجددة وأهدافنا المناخية المشتركة تؤكد ضرورة العمل معاً لتحقيق رسالة «آيرينا».