أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الأمم التي تستشرف المستقبل قبل حدوثه وتستعد له قبل الآخرين، هي الأمم التي تصنع ذلك المستقبل. وأضاف سموه في تدوينة نشرها عبر حسابه في منصة «X»:
«قبل 25 عاماً رأينا بأن التقنية ستكون هي أساس الاقتصاد، وأساس الإعلام، وأساس المعرفة، وأساس التنمية والتطور، قبل 25 عاماً أطلقنا مشروعاً تحولياً للتقنية والتكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في المنطقة، أطلقنا مدينة دبي للإنترنت، قبل 25 عاماً بدأنا رحلة تحول وطنية نحو اقتصاد المعرفة.
واليوم نعيش هذا الواقع، ونقطف ثمرة التحول، وتستفيد الأجيال الجديدة من استعدادنا قبل 25 عاماً لهذه التحولات»، واختتم سموه، «الأمم التي تستشرف المستقبل قبل حدوثه وتستعد له قبل الآخرين، هي الأمم التي تصنع ذلك المستقبل».
واحتفت مدينة دبي للإنترنت بمرور 25 عاماً على انطلاقها كوجهة عالمية مفضلة لأهم وأبرز صُناع التكنولوجيا من حول العالم، واضطلاعها بدور بارز في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي على مستوى المنطقة.
وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل 25 عاماً وتحديداً في الـ29 من شهر أكتوبر لعام 1999 عن تأسيس مدينة دبي للإنترنت، وهي من مجمّعات الأعمال الـ10 المتخصصة التابعة لمجموعة تيكوم في دبي، لتطويع الإمكانات الواعدة للتكنولوجيا الناشئة وتعزيز اقتصاد المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي عام 2023، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أن منظمة اليونسكو اعتمدت مقترحاً إماراتياً بأن يكون الـ29 من أكتوبر من كل عام وهو اليوم الذي أطلقت فيه مدينة دبي للإنترنت يوماً عالمياً للبرمجة.
تميز
وانطلاقاً من سجل مدينة دبي للإنترنت الحافل بالإنجازات والنجاحات في تمكين خبراء التكنولوجيا العالميين من قيادة مساعي التحوّل الاجتماعي والاقتصادي، شهدت هذه الوجهة في عام 2024 نمواً ملحوظاً في بيئة أعمالها الرائدة التي تضم مجموعة واسعة من الشركات العالمية والشركات الناشئة والشركات المصنفة ضمن قائمة «فورتشن 500»، والتي تستقطب ألمع العقول من كافة أنحاء العالم للعمل والتواصل والابتكار.
فقد ارتفع عدد عملاء مدينة دبي للإنترنت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2024 بنسبة تزيد على 17.5 % على أساس سنوي ليصل إلى أكثر من 4 آلاف عميل من أبرز الشركات العالمية والإقليمية، بموازاة نمو قاعدة المواهب التي تضم اليوم أكثر من 31 ألف موظف متخصص، بما يعكس مكانة دبي وجهة عالمية جاذبة لأبرز الخبراء والعقول والمبتكرين في مجال التكنولوجيا من حول العالم.
وفي هذه المناسبة، أشار عمّار المالك، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم – القطاع التجاري والمدير العام لمدينة دبي للإنترنت، إلى أنه بفضل الرؤية المستقبلية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أضحت مدينة دبي للإنترنت وجهة رئيسية لانطلاق أجيال جديدة من المبتكرين في عالم التكنولوجيا، ولاعباً مهماً في مجال الاقتصاد الرقمي على مستوى المنطقة منذ تأسيسها عام 1999.
وقال عمّار المالك، «تواصل مدينة دبي للإنترنت منذ 25 عاماً دورها المحوري في تحقيق التميز ضمن القطاع الرقمي العالمي من قلب دبي، حيث تسهم بشكل أساسي في دعم جهود ومساعي التحول الرقمي، بما في ذلك تبنّي استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيرها من الصناعات المتقدمة في مجال التكنولوجيا، مما يسهم في ترسيخ مكانة دبي وجهة عالمية مفضلة لشركات التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي».
التزام
وأضاف، «نؤكد التزامنا في هذا اليوم الاستثنائي بمواصلة مسيرة الإنجازات والنجاحات من خلال الاستمرار بتوفير أفضل بيئة لشركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمواهب العالمية، لدفع مسيرة التنمية الشاملة وتعزيز دورنا البارز في مجال الاقتصاد الرقمي، بما يتماشى مع الاستراتيجيات الحكومية الرائدة على غرار أجندة دبي الاقتصادية D33».
وجهة رائدة
وتعد مدينة دبي للإنترنت مقراً إقليمياً بارزاً للشركات الرائدة والمبتكرة ضمن قطاعات التكنولوجيا المالية وتقنية البلوك تشين والذكاء الاصطناعي والجيل الثالث للويب، بما في ذلك أبرز الشركات المصنفة ضمن قائمة «فورتشن 500» في مجال البرمجيات مثل «أوراكل» و«ساب»، وفي مجال الأجهزة مثل «ديل» و«إتش بي».
شركات
وتضم مدينة دبي للإنترنت كذلك نخبة من الشركات الرائدة في تكنولوجيا السحابة على غرار «أمازون»، و«جوجل»، وشبكات التواصل الاجتماعي مثل «لينكد إن» و«سناب شات»، ونخبة من شركات الألعاب الإلكترونية الشهيرة مثل «سوني»، و«تينسنت»، إلى جانب الشركات الرائدة في تصنيع الأجهزة الإلكترونية مثل «هواوي»، و«موتورولا»، والرائدة في التكنولوجيا المالية مثل «ماستركارد» و«فيزا» و«سترايب».
وتضم هذه الوجهة الرائدة أيضاً 19 مركزاً للابتكار والبحث والتطوير تديرها شركات عالمية رائدة، بما فيها «3 إم» و«آي بي إم» و«إتش بي» و«إريكسن» و«سيسكو».
ويأتي النجاح الباهر الذي يحققه عملاء مدينة دبي للإنترنت خير دليل على التزامها الراسخ بتعزيز الاقتصاد الرقمي ودعم الابتكار في مجال التكنولوجيا.
فقد بادرت شركة «مايكروسوفت» في أبريل 2024 إلى توسيع نطاق أعمالها في دولة الإمارات عبر ضخ استثمارات بقيمة 5.5 مليارات درهم إماراتي لتسريع وتيرة ابتكار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتوسع على المستوى العالمي، فضلاً عن إطلاقها مبادرات تنمية المهارات التي تهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية لذوي المواهب في المنطقة.
وكانت قد أعلنت شركة «سيلز فورس» في وقت سابق من هذا الشهر عن توسيع نطاق أعمالها في دولة الإمارات عبر افتتاح مكتبها الإقليمي في مدينة دبي للإنترنت، بما يعكس التزام هذه الوجهة الراسخ بدفع عجلة الاقتصاد الرقمي المزدهر في المنطقة وتوفير بيئة عمل تنافسية تمتاز بكافة المقومات والعناصر التي تمكن العملاء من تحقيق النمو والنجاح وبلوغ طموحاتهم.
وأعلنت أيضاً شركة التكنولوجيا العالمية الرائدة «هايسنس» الشهر الماضي عن افتتاح مركزها المتطور للبحث والتطوير في مدينة دبي للإنترنت، لتوفير الحلول الصديقة للبيئة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
وجهة شركات اليونيكورن الناشئة
يعود نجاح مدينة دبي للإنترنت في دعم رواد الأعمال وتعزيز أثر أعمالهم إلى استحواذ شركة «ياهو!» على شركة «مكتوب» في عام 2009، وهي الصفقة التي حظيت باهتمام ملحوظ على نطاق واسع والتي شكلت إنجازاً بارزاً سلّط الضوء على رواد الأعمال العرب.
فقد كانت هذه الوجهة الرائدة منذ تأسيساها قبل 25 عاماً شاهدة على عدد من أبرز صفقات الاستحواذ الإقليمية في مجال التكنولوجيا، مثل صفقة الاستحواذ التاريخية لشركة «أوبر» على شركة «كريم» في عام 2020 مقابل 11.3 مليار درهم إماراتي، وهي الصفقة الأولى من نوعها للاستحواذ على شركة يونيكورن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن استحواذ شركة «أمازون» على «سوق.كوم» في عام 2017 والذي أسهم في رسم معالم مستقبل جديد لقطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة.
وانطلقت أيضاً من مدينة دبي للإنترنت شركة «تابي»، وهي شركة اليونيكورن الأولى في مجال التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يعكس إسهام هذه الوجهة الملحوظ في دعم انطلاق الشركات الناشئة والمؤسسات ونموها وصولاً إلى الساحة العالمية.
معالم مستقبل واعد
وتواصل بيئة الأعمال الرائدة في مدينة دبي للإنترنت تعزيز سبل التعاون وتبادل المعرفة والتوصل إلى أحدث الابتكارات التكنولوجية، عبر استقطاب نخبة من أبرز قادة القطاع من حول العالم لتعزيز الاقتصاد الرقمي.
ويُعد الاستحواذ مؤخراً على مساحات مكتبية متميزة في مجمع «أوفيس بارك» والتوسع المستمر على صعيد «مركز الابتكار» من الاستثمارات الاستراتيجية في الوجهة خلال العامين الماضيين بقيمة تزيد على 1.9 مليار درهم إماراتي، بما يعكس دور مدينة دبي للإنترنت المحوري في تلبية الاحتياجات المتنامية لشركات التكنولوجيا العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من «مركز الابتكار» انطلقت في عام 2018، وبلغت هذه المرحلة نسبة الإشغال الكاملة وتضم اليوم نخبة من أبرز شركات القطاع مثل «جارتنر» و«تشاينا تيليكوم».
أما المرحلتان الثانية والثالثة من «مركز الابتكار» في مدينة دبي للإنترنت، واللتان تتخطى قيمة الاستثمارات الإجمالية فيهما 780 مليون درهم إماراتي، فسوف تسهمان في توفير أكثر من 530 ألف قدم مربعة إضافية من المساحات المكتبية المتميزة في هذه الوجهة الرائدة.
وقد تم تأجير كافة المساحات المتوفرة في إطار المرحلة الثانية من «مركز الابتكار» بالكامل قبل موعد إنجازها رسمياً في عام 2025.
تُعد مدينة دبي للإنترنت من مجمعات الأعمال الـ10 التابعة لمجموعة تيكوم، والتي تضم مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج ومجمع دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للعلوم ومدينة دبي الصناعية وحي دبي للتصميم.