استعادت الفنانة التونسية هند صبري، بدايات رحلتها الفنية، والممتدة منذ 3 عقود تقريباً،  معتبرة نفسها ممثلة وليدة الصدفة، لأنها لم تكن تحلم أبداً دخول هذا المجال، بل كانت تطمح لتكون سفيرة.

    وأوضحت هند، خلال ندوتها التي عُقدت ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، والمُنعقد حالياً حتى الأول من نوفمبر المقبل، أنها قدمت أولى أعمالها السينمائية، وهي في سن صغيرة، بعد ما شاهدها أحد المخرجين في تونس، وقال لوالدها أنها ذات وجه سينمائي.

    وأضافت أنها تلقت بعدها عرضاً من المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي، للمشاركة في فيلم “صمت القصور” عام 1994، والذي شارك في العديد من المهرجانات السينمائية، متابعة “بعد هذا الفيلم عُدت لاستكمال دراستي، وشعرت أنني لن أستمر في هذا المجال، إلى أن تلقيت عروضاً فنية، لتتوالى الأعمال، واستمرت رحلتي الفنية”.

    وأشارت إلى الدعم الكبير التي تلقته من أسرتها في تلك الفترة، لاسيما وأنها لم تدرس التمثيل قط، لكنها علمت نفسها بنفسها، فضلاً عن مساعدة بعض الأشخاص لها، سواء في تونس أو مصر.

    وأكدت أن مهرجان قرطاج السينمائي، كان له تأثيراً كبيراً على مشوارها الفني، إذ تعرفت من خلاله على المخرجة إيناس الدغيدي، والتي اقترحت عليها السفر إلى القاهرة، وبعدها رشحتها لبطولة فيلم “مذكرات مراهقة”، ليكون أول تجاربها في السينما المصرية.

    فنانة محظوظة

    واعتبرت هند صبري، نفسها محظوظة، كونها تعاونت مع المخرج داود عبد السيد، في فيلم “مواطن ومخبر وحرامي”، قائلة: “أشعر بفخر شديد بتلك التجربة، وأحب كتابات داود، لأنها تحمل رؤية وتساؤلات وجودية”.

    ورأت أن “هذا الفيلم من أكثر الأعمال التي استقرت في الذاكرة، والجمهور أصيب بحالة دهشة وقتها، لمشاركة المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم في العمل”.

    وتطرقت بالحديث خلال الندوة، إلى فيلم “عمارة يعقوبيان”، والتي وصفته بـ”الفيلم المعجزة”، قائلة إن: “هذا العمل شارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، مثل عادل إمام، ونور الشريف، ويسرا وخالد صالح، والسيناريو والحوار لوحيد حامد، عن رواية علاء الأسواني”.

    وقالت إنّ: “العمل مع كل هؤلاء النجوم، كان حلماً بالنسبة لي”، مشيرة إلى أنها كانت تشعر بالرعب عندما التقت الفنان عادل إمام لأول مرة، والذي مازحها وقتها بقوله: “هتحبيني أنا وابني في نفس اليوم”، في إشارة إلى ابنه محمد، الذي كان يشارك في بطولة الفيلم.

    10 سنوات سينما

    وقالت هند صبري، إنها عاشت حالة نشاط سينمائي لمدة 10 سنوات متتالية، في الفترة من 2001 إلى 2010، قائلة إن: “السينما المصرية في ذلك الوقت كانت جيدة جداً، وكان هناك زخماً في الإنتاج”.

    ولفتت إلى أن فيلم “أحلى الأوقات” للمخرجة هالة خليل، إنتاج عام 2004، من الأعمال المهمة والفارقة في مشوارها الفني، قائلة: “قدمت شخصية جديدة ومختلفة عليّا تماماً”.

    وتابعت أن فيلم”الجزيرة” كان محطة مهمة أيضاً، لاسيما وأن المخرج شريف عرفة أجاد صنع فيلم جيد وضخم، وكذلك فيلم “أسماء” إخراج عمرو سلامة، رغم الهجوم التي تعرضت له آنذاك.

    وأكدت أنها قضت 10 سنوات من عملها في السينما، دون إبداء رأيها في أي عمل فني، وتستجيب لتعليمات المخرجين التي تعمل معهم، إذ كانت تعتبر نفسها “آلة فنية في أوركسترا المخرج”، مشيرة إلى أن الجيل الحالي أكثر جرأة في هذا الموضوع، لذا تنصح البعض أحياناً بضرورة تجنب إبداء الرأي في عمل المخرج، إلا بعد أن يكون لدى الممثل مخزون فني.

    وأوضحت أنها لا تميل إلى فكرة إعادة تصوير المشاهد، الأمر الذي يؤثر على أداءها، قائلة: “أقدم أفضل ما لدى من أداء وإحساس، خلال المرة الأولى من تصوير المشهد، لكن حال إعادة التصوير، يقل مستوى الأداء والإحساس.

    الدراما التلفزيونية

    وأرجعت هند صبري، أسباب عدم مشاركتها في الدراما التلفزيونية، في بداية مشوارها الفني، إلى نصيحة بعض المخرجين، لذا كان أول مسلسل لها “بعد الفراق” عام 2008، متابعة “اكتشفت ضرورة تقديم أعمال تلفزيونية بالتوازي مع السينما”.

    وأشارت إلى أنها صاحبة فكرة تقديم “عايزة أتجوز” في مسلسل تلفزيوني، رغم أن ذلك القرار كان يحمل مخاطرة كبيرة وقتها، لأنه لم يسبق لها تقديم أعمال كوميدية من قبل، متابعة “المسلسل تعرض لانتقادات وهجوم في عرضه الأول، لكن بعد ذلك حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً”.