الجزء الثاني من أي عمل ناجح ورائه دائماً رغبة في الربح المادي، ومع «جوكر» الجزء الأول الذي حصد ما يزيد قليلاً على المليار دولار لم يكن يحتاج بعد إلى ثروة إضافية، مع ذلك صوّر المخرج تود فيليبس جزءاً ثانياً: Folie a deux، مع بطله جواكين فينيكس، مضيفاً ما اعتبر خطوة نوعية المجنونة أصلاً ليدي غاغا، وتمّت الإستعانة بعدد من الكتّاب إلى جانب المخرج بغية تقوية النص فإذا به مادة سطحية غير جاذبة جعلت سادة التوزيع وكثير من الأقلام تعتبره أفشل شريط خلال العام 2024.

    المشكلة الأولى هي في أن المحاورات الغنائية بين البطلين آرثر – فينيكس – ولي – ليدي غاغا – لم تكن مناسبة لمناخ الشريط الذي يضيء على آرثر في الإصلاحية الأقرب لمركز علاج نفسي منتظراً محاكمته بتهمة قتل 6 أشخاص بينهم والدته. محاميته ماريان – كاترين كينير – تضعه في صورة أنه قادر على النجاة إذا ما إلتزم الهدوء للتأثير على هيئة المحلفين، لكن بعد أول جلسة قرّر آرثر عزل ماريان لرغبته في الدفاع شخصياً عن نفسه، وعلى مضض وافق القاضي هيرمان – بيل سميرنوفيتش – على رغبته محذّراً إياه من إحداث أي فوضى.

    تحضر المحاكمة السيدة لي التي تعرّفت عليه وأبلغته بأنها معجبة به وقد شاهدت الشريط الذي أنجز عنه أكثر من 20 مرة، وقد بادلها الإعجاب وتحوّلا عاشقين، لكنه كان أكثر منها ولهاً، فهي حضرت جلسة المحاكمة التي يفترض أن تصدر الحكم بحقه وما إن اعتبرته هيئة المحلفين مذنباً في التهم الثلاث الموجهة إليه حتى دوى إنفجار سيارة مفخخة أطاح بقاعة المحكمة ومن فيها، لكن آرثر المفترض أنه سجين نجا من الموت وغادر المكان ليصادف لي التي كانت غاضبة وأبلغته بأن يذهب في حال سبيله رافضة التواصل معه.

    ويجد آرثر في العودة إلى الإصلاحية أفضل حل له حيث لا مكان يذهب إليه وهناك كانت نهايته على يد أحد زملائه الذي طعنه حتى الموت. الشريط وزعته «مترو غولدن ماير»، وهو إستردّ ميزانيته – 190 مليون دولار – في إنتاج لـ جوزيف غارنر، تعاون المخرج فيليبس على نصه مع سكوت سيلفر، وجاءت النسخة في ساعتين و18 دقيقة، بينما جسّد الأدوار الرئيسية مع البطلين: براندون غليسون، زازي بيتز، ستيف غوغين، هاري لاوتاي، لايغ جيل، وكن لونغ.