زيارة جديدة يجريها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل الأحد، للبحث مع المسؤولين في إمكانية الوصول إلى وقف لإطلاق النار وإيجاد حلّ طويل الأمد مع لبنان لتكريس الإستقرار. تأتي زيارة هوكتشاين بالتزامن مع جلسة ستعقدها الحكومة الإسرائيلية المصغّرة للبحث في التطورات على مختلف الجبهات، ولأجل تقييم الضربة التي تم تنفيذها ضد إيران، والنقاش في مسار العملية العسكرية البرية ضد حزب الله في لبنان وإمكانية توسيعها أو وقفها وحصرها في مناطق معينة ما بين القطاعين الغربي والشرقي. في هذا السياق يجدد مسؤولون إسرائيليون مواقفهم بأن أي مفاوضات سيخوضونها مع لبنان ستكون تحت النار وهو أمر يرفضه لبنان الذي يطالب بوقف النار أولاً، وبعدها النقاش في آليات تطبيق القرار 1701. 

    الجواب الإسرائيلي

    تنتهز الولايات المتحدة الأميركية الردّ الإسرائيلي المحدود على إيران لإفساح المجال أمام المفاوضات لعلها تصل إلى نتيجة، في المقابل تبدي إيران استعداداً لعدم الردّ على الضربة الإسرائيلية في حال تم الوصول إلى وقف الحرب على غزّة ولبنان. وعلى هذا الأساس تكثف واشنطن من تحركاتها قبل الانتخابات الأميركية للوصول إلى اتفاق، وهو ما سيحاول القيام به آموس هوكشتاين للحصول على جواب إسرائيلي واضح حول مبادرته التي تنص على وقف النار وانسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني، ودخول الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية وتطبيق القرار 1701. من غير المعروف حتى الآن الجواب الإسرائيلي وسط شكوك كثيرة بموقف نتنياهو ورؤيته ومخططاته. 

    استمرار التصعيد

    وتأتي هذه التحركات الديبلوماسية على وقع استمرار التصعيد في العمليات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد واصل حزب تنفيذ عمليات ضد المستوطنات الإسرائيلية كما تصدّى لعمليات التوغل في الجنوب ما أدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 61 آخرين، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 5 جنود. في مقابل تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مختلفة في الجنوب والبقاع مع التركيز على ضرب المعابر بين لبنان وسوريا. يشار إلى أن الرهان اللبناني مستمر على إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين لحصول حركة اعتراضية كبيرة في الداخل الإسرائيلي تدفع إلى وقف الحرب على لبنان.

    تحذيرات حزب الله

    وفي السياق وجه حزب الله تحذيرات إلى سكان المستوطنات الشمالية وتوجه إليهم بالقول في مقطع فيديو: “يطلب إليكم الإخلاء فورا. مستوطناتكم تحولت إلى مكان انتشار واستقرار لقوات العدو العسكرية التي تهاجم لبنان. بفعل ذلك، أصبحت أهدافا عسكرية مشروعة للقوة الجوية والصاروخية في المقاومة الإسلامية”. ويشمل التحذير 25 مستوطنة بينها، نهاريا، كريات شمونة، كرمئيل، معالوت ترشيحا، روش بينا، شامير، شاعل، ميرون، كابري، أبيريم، دلتون، نفي زيف، كتسرين، كفار حنانيا، مانوت، بيت هاعيمك، كفار فراديم، حراشيم، بيريا، كدمات تسفي، وبار يوحاي. 

    تخفيف القيود

    في المقابل أعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تخفيف القيود الأمنية في المناطق الحدودية مع لبنان، بالإضافة إلى خليج حيفا والجليل الأعلى والجولان المحتل. تأتي هذه الخطوة ضمن تقييم مستجدات الوضع الأمني في المنطقة. وجاء في القرار أن البلدات الواقعة في “خط المواجهة (المنطقة الحدودية مع لبنان) وكذلك في الجولان (السوري المحتل) الشمالي والجنوبي والجليل الأعلى، ومنطقة خليج حيفا (كريات آتا، كريات بياليك، كريات يام، كريات موتسكين)، تنتقل من قود الأنشطة المحدودة إلى قيود الأنشطة الجزئية”. وقال إن التعليمات الجديدة “تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من السبت، 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، الساعة 20:00 وحتى الإثنين، 28 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في تمام الساعة 20:00”.